سورية والمعوق
شكلت حركة المعوقين في سورية في السنوات العشرة الأخيرة نشاطاً واضحاً على ارض الواقع، فقد شكلت تلك الحركة اهتماماً واضحاً لدى الدوائر الرسمية والمسؤولين في سورية بحيث جاءت القرارات والمراسيم والتوصيات التي صدرت عن هذه الدوائر تماشياً مع هذه الحركة. لكن أنظار المعوقين ترنو الى المستقبل بنشاط أكثر يحقق الآمال المنشودة.
فعلى صعيد الجمعيات الخاصة بالمعوقين شهدت سورية انشاء عدد كبير من هذه الجمعيات تهتم بالإعاقة المتعددة، لكن قلة منها تدار من قبل المعوقين انفسهم والأمل أن تصبح ادارة هذه الجمعيات والمنظمات والهيئات والمؤسسات تدار من قبل المعوقين. ومن الواضح ان الحركة النسائية للنساء المعوقات في سورية بدأت تظهر حركة ناشطة في الدفاع عن هذه الشريحة من المعوقات، ولا ادّل على ذلك الا تلك الجمعية التي أنشئت منذ سنوات قليلة خلت (جمعية الوئام) اهتمت بالنساء الكفيفات من حيث الرعاية والتعليم والصحة وغيرها من الأمور الخاصة بالنساء الكفيفات.
وتقيم بين الفينة والأخرى نشاطاً ثقافياً ترك اثراً واضحاً في نفوس المجتمع السوري من خلال الندوات والمحاضرات والحلقات الإذاعية والمقالات الصحفية وغيرها من الأنشطة.
أمّا على صعيد العمل فقد نشطت حركة دؤوبة من قبل المعوقين بمختلف شرائحهم للمطالبة بالعمل وأخذ الدور الريادي في المجتمع وتجلى ذلك في توظيف عدد كبير من المعوقين في دوائر مختلفة الاختصاص مثل: الإذاعة والتلفزيون والوزارات المختلفة.
وأمّا في مجال التعليم فقد شهد تطوراً ملحوظاً في فتح المجال للمعوق للدراسة وهذا لم يأت من فراغ انما جاء نتيجة للنشاط الدؤوب للمعوقين بشكل عام والمكفوفين بشكل خاص حيث عمل عدد من كفيفي البصر على استصدار قرارات لقبول المعوقين بشكل عام والمكفوفين بشكل خاص في المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها.
ولعلّ النقلة النوعية التي رافقت هذا النشاط هي تلك الرعاية التي نشطت فيها عقلية السيد الرئيس حيث لها نشاط واضح في هذا الميدان. وقامت بتقديم الكثير من التسهيلات سواء على الصعيد الفردي أم على الصعيد الجماعي المتمثل بالجمعيات والهيئات والإتحادات الخاصة بالمعوقين.
كذلك جاءت النتائج الباهرة التي حققت من قبل افراد معوقين في الميدان الرياضي نقطة علامة حثت المسؤولين على زيادة الاهتمام بهذه الشريحة.
وأمّا في مجال السكن والضمان الاجتماعي فقد عمل الكثير من المعوقين على انشاء جمعيات سكنية خاصة بالمعوقين وفقاً للقوانين والأنظمة المرعية تؤمن للمعوق سكناً مريحاً مرعياً فيه الجانب الفني المعماري.
هذه عجالة موجزة عن واقع المعوقين في سورية، وما كان لهذا النشاط أن يتحقق لولا التعاون بين هذه الشريحة من جهة ومؤسسات الدولة من جهة أخرى، حيث تمكّن عدد لا بأس به من المعوقين السوريين الذين شاركوا في فعاليات ورشات العمل التي اقامتها المنظمة العربية للمعوقين من الاستفادة من ورشات للعمل هذه لتحسين وتطوير وتفعيل الواقع والقرارات الخاصة بهذه الشريحة في سورية.
ولا يمكن لنا أن ننكر الدور الفعّال للمنظمة العربية للمعوقين بتنمية وتأهيل المواهب والقدرات الذهنية والإدارية للمشاركين في الورشات التي أقامتها بالتعاون مع مفوضية الإتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وغيرها من المؤسسات الدولية.