اجتماع رفيع المستوى حول الإعاقة والتنمية في نيويورك
بان كي مون:
يشكل الأشخاص ذوو الإعاقة أكبر أقلية في العالم،
ويعيش أكثر من مليار شخص مع شكل من أشكال الإعاقة
اجتماع رفيع المستوى حول الإعاقة والتنمية في نيويورك
يسجل للجلسة الافتتاحية للجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الحالية مناقشتها على أعلى المستويات الحكومية لمسألة إدخال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في صلب أجندة التنمية لما بعد العام 2015. فللمرة الأولى في تاريخ المنظمة الدولية يصار إلى بحث حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن الإطار السياسي لأجندة الأمم المتحدة. وقد شاركت المنظمة العربية للاشخاص ذوي الاعاقة بشخص رئيسها الدكتور نواف كبارة في القمة كما شاركت الجمعية الوطنية لحقوق المعاق في لبنان ممثلة بشخص مديرها العام السيدة جهدة ابو خليل في هذه القمة.
وتميز تمثيل التحالف الدولي للإعاقة والمنظمات العضو فيه(المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة هي عضواً فيه، من خلال رئيسها الدكتور نواف كبارة والذي هو نائباً لرئيس التحالف)، بجودته وارتفاع مستواه في العديد من الاجتماعات مع كبار المسؤولين والمناسبات والأحداث الجانبية على مدى أسبوع الأمم المتحدة الخاص بالإعاقة والتنمية. فعلى مدى الأيام 23 إلى 25 أيلول/سبتمبر 2013، التقى عدد من كبار الشخصيات الوطنية في العديد من دول العالم وقادة المجتمع المدني الدولي في مدينة نيويورك، ضمن إطار أنشطة الاجتماع الثالث والعشرين للجمعية العمومية للأمم المتحدة الخاص بتحقيق الأهداف الألفية للتنمية وأهداف التنمية الأخرى المتفق عليها دولياً الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة. كان اللقاء الأول المعني بهذا الموضوع قد عقد يوم 23 أيلول/سبتمبر 2013، بينما شهد يوم 25 منه مناسبة خاصة تناولت البحث نحو تحقيق أهداف الألفية للتنمية.
وقال الأمين العام بان كي مون في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع: "ان الإعاقة هي جزء من حالة الإنسان، وسوف يعاني كل فرد تقريباً مؤقتاً أو بشكل دائم من نوع اعاقة في مرحلة ما في حياته. ومع ذلك يعيش عدد كبير جداً من الأشخاص ذوي الإعاقة في فقر ويعانون من العزلة الاجتماعية، والحرمان من فرص الحصول على التعليم والعمل والرعاية الصحية ونظم الحماية الاجتماعية والقانونية.ويشكل الأشخاص ذوو الإعاقة أكبر أقلية في العالم، ويعيش أكثر من مليار شخص مع شكل من أشكال الإعاقة، 80% منهم في سن العمل، 80% منهم يعيشون في الدول النامية." وأضاف السيد بان كي مون "كل واحد منا يعاني عندما تنقسم المجتمعات، تماماً مثل ما يستفيد الجميع عندما تتحد المجتمعات." وأكد الأمين العام في نهاية كلمته على ان أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم جزء لا يتجزأ من جهود تحقيق أهداف مكافحة الفقر الثمانية المعروفة باسم الأهداف الإنمائية للألفية قبل المهلة التي تحددت، ووضع جدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015. ويشار إلى أن قادة العالم قد حددوا في قمة الأمم المتحدة في العام 2000، ثمانية أهداف تشمل القضاء على الفقر المدقع، وتعزيز التعليم، والمساواة بين الجنسين والأطفال وصحة الأمهات، والاستقرار البيئي، والحد من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، وإقامة شراكة عالمية من أجل التنمية، على أن يتم الوفاء بها قبل حلول الموعد النهائي في عام 2015. إلا أنه لم يتم تناول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة مباشرة ضمن الأهداف. وأوضح الأمين العام قائلا "يجب علينا زيادة تعزيز الإطار المعياري الدولي بشأن الإعاقة والتنمية"، وأكد أنه يتعين "أن نعمل الآن لإزالة الحواجز التي تحول دون الوصول إلى البيئات المادية ووسائل النقل والمعلومات والاتصالات. ليس فقط رفع الحواجز المادية، ولكن أيضا الحواجز التي تكمن في المواقف والتي تجمع بين وصمة العار والتمييز."
كما تحدث في الاجتماع، جون آش رئيس الجمعية العمومية داعياً الدول الأعضاء إلى التصديق على اتفاقية حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة. وحتى الآن، صادقت 134 دولة على الاتفاقية أو انضمت إليها. وقال السيد آش "الاتفاقية ترمز بشكل قوي لالتزام المجتمع الدولي بشمول منظورالإعاقة في جميع جوانب المجتمع والتنمية. هذا الالتزام يحتاج الآن إلى أن يكون متكاملاً تماماً في جميع الأطر والتدخلات الإنمائية الحالية والمستقبلية". وخلال الاجتماع رفيع المستوى، سوف يعتمد قادة العالم قرارا يدعو إلى التنمية التي تتيح للأشخاص ذوي الإعاقة فرص العمالة المنتجة والعمل اللائق والحصول على الخدمات الاجتماعية الأساسية. وتؤكد الوثيقة الختامية للاجتماع، تحت عنوان " سبل المضي قدماً : خطة شاملة للإعاقة نحو عام 2015 وما بعده"، من جديد التزام البلدان بالعمل معا بشأن هذه القضية ودعم أهداف حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وحث السيد بان كي مون والسيد آش البلدان على ألا تدخر جهدا في تنفيذ الوثيقة الختامية والعمل على تحقيق مجتمعات شاملة حقاً، وضمان حياة كريمة للجميع.
كما شارك في الاجتماع مبعوث الأمم المتحدة للسلام والمغني الأميركي ستيفي ووندر، الذي تحدث عن أهمية وضع مواد التعليم والمعلومات في متناول يد الأشخاص من ذوي الإعاقة. وقال السيد ووندر "من أجل إدماج الأشخاص من ذوي الإعاقة في المجتمع والتنمية، نحن بحاجة إلى المساواة في الحصول على التعليم والمعرفة والمعلومات....أنا أعلم أننا بالعمل معاً يمكننا أن نخلق عالماً واسع الأفق للأشخاص من ذوي الإعاقة حيث يتمكنون من العمل بحرية، والاستمتاع بالحياة والمساهمة بمواهبهم في المجتمع. "
وفي كلمته التي ألقاها في افتتاح الاجتماع عالي المستوى، تحدث رئيس التحالف الدولي للإعاقة السيد يانس فرداكاستانيس نيابة عن المجتمع المدني، موجهاً الدعوة إلى صانعي القرارات على أعلى المستويات الحكومية كي يدركوا الأهمية القصوى لإدخال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في صلب أجندة التنمية لما بعد العام 2015، ومما قاله:
"يجدر بالأشخاص ذوي الإعاقة أن يتوقفوا عن كونهم متلقين لمستويات دنيا من التعليم ومستويات رفيعة من البطالة؛ وأن لا يستمروا في الوقوع ضحايا لنظام يفتقر إلى مواصلات يتعذر على الأشخاص ذوي الإعاقة ارتيادها واستعمالها وأن يحظوا بمنظومتي رعاية صحية ومعلومات مؤهلتين يمكن لهؤلاء الوصول إليهما. من الضروري لأجندة التنمية بعد العام 2015 أن ترمي إلى أخذ الأشخاص ذوي الإعاقة من أسفل درجات سلم الدخل، مما يعني إعطاء الأولوية الكاملة والقصوى لمكافحة فقر هذه المجموعة من الأشخاص".
وقبل الاجتماع عالي المستوى وتمهيدا له، شارك التحالف مع منظمة اليونيسيف في رعاية حفل فطور لكبار الشخصيات في المقرين الدائمين لمندوبية كل من المكسيك وأستراليا في الأمم المتحدة. وفي المناسبة تحدث السيد يانس فرداكاستانيس إلى جانب المدير التنفيذي لليونيسيف أنتوني لايك، ووزير الشؤون الخارجية في الحكومة المكسيكية خوسيه أنتونيو ميدي كوريبرينيا. وبتاريخ 24 أيلول/سبتمبر تشارك التحالف مع شراكة الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في جلسة نقاش خاصة بأهل الخبرة والشأن، ثم في حفل استقبال لإصدار منشورة الشراكة التي هي بعنوان "نحو مستقبل شمولي جامع وضامن لإمكانية الوصول أمام الجميع: أصوات الأشخاص ذوي الإعاقة بشأن إطار التنمية بعد العام 2015". تحدث المدير التنفيذي بالوكالة للتحالف الدولي للإعاقة السيد فلاديمير كُك في المناسبة، علما أن فرداكاستانيس هو الذي أطلق إصدار المنشورة في المساء. كما تولى نائب رئيس التحالف كولن ألن مهام سيد المراسم في الاحتفال، وذلك بصفته رئيس الاتحاد الدولي للصم. كذلك عرض فرداكاستانيس تقريراً بعنوان "الفرصة التي تتيحها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لإطار تنموي شامل لذوي الإعاقة".
وفي نادي يايل النيويوركي، بتاريخ 21 أيلول/سبتمبر، نظمت مناسبة استضافتها مجموعة الدعم للعمل بين الوكالات على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وبعد المناسبة الخاصة المنظمة يوم 25 أيلول/سبتمبر، رعى التحالف الدولي للإعاقة بالشراكة مع التجمع الدولي للتنمية والإعاقة والبعثة النروجية الدائمة في الأمم المتحدة مناسبة خاصة عالية المستوى تميزت بالنجاح، تناولت دمج واحتواء الأشخاص ذوي الإعاقة في أجندة الأمم المتحدة الإنمائية. في المناسبة تحدث رئيس التحالف يانس فرداكاستانيس إلى جانب الوزيرة النروجية والمساواة والاحتواء الاجتماعي السيدة إنغا مارتي ثوركلسن؛ ومناصرة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والناشطة في مجال الأولمبياد الخاص آيمي مولنز؛ وعضو لجنة الأمم المتحدة رفيعة المستوى الخاصة بأجندة التنمية لما بعد العام 2015 هومي خاراس؛ وزير العدالة الاجتماعية والتمكين في الاتحاد الهندي كوماري سلجا؛ ورئيسة التجمع الوطني الإندونيسي للإعاقة السيدة ريزنا يوتامي. في خلال حفل الاستقبال، عرضت وزيرة الدولة للشؤون البرلمانية المرتبطة بوزير التعاون الاقتصادي والتنمية الاتحادي في ألمانيا السيدة غودرام كوب إعلان مانهاتن 2013، الذي يشدد على أهمية ضمان إمكانية وصول جميع الأشخاص ذوي الإعاقة واحتوائهم في كل معالم العملية التنموية ونواحيها.
ضمت قائمة المنظمات العضو في التحالف الدولي للإعاقة المشاركة في اجتماعات العمل عالية المستوى والمناسبات والأحداث الأخرى في أسبوع الإعاقة والتنمية كلاً من المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة، والمنظمة الدولية للمعاقين، والمنتدى الأوروبي للإعاقة، والاتحاد الدولي للأشخاص ضعيفي السمع، والاحتواء الشامل، والشبكة الأميركية اللاتينية لجمعيات الأشخاص ذوي الإعاقة وأهاليهم وأسرهم غير الحكومية، والمنتدى الباسيفيكي للإعاقة، واتحاد المكفوفين الدولي، واتحاد الصم الدولي، والاتحاد العالمي للمكفوفين الصم، والشبكة الدولية للمستعملين والناجين من العلاج النفسي. ويدعو التحالف الدولي للإعاقة إلى اعتراف صريح وواضح بالمقاربة القائمة على حقوق الإنسان في التنمية وبحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في إطار ما بعد العام 2015. حظي هذا الموقف بتأييد قوي من تقريرين هامين صادرين في العام 2013 الحالي: التقرير الأخير للأمين العام (المنشور في آب/أغسطس 2013) ، وتقرير اللجنة عالية المستوى الخاص بأجندة التنمية لما بعد العام 2015 (الصادر في أيار/مايو 2013). تدعو الوثيقتان إلى تفصيل البيانات المرتكزة على الإعاقة وإدخال الأشخاص ذوي الإعاقة في صلب أهداف التنمية الجديدة.
المعروف أن التحالف هو تكتل من ثماني منظمات دولية وأربع إقليمية للأشخاص ذوي الإعاقة. وهو منظمة قائمة على عضوية الأشخاص ذوي الإعاقة، مما يجعله يمثل صوتاً فريداً ومرجعياً للمجموعة الأقلوية الأكبر والأشد إغفالاً وتجاهلاً في العالم.
وعلى هامش الحدث الرفيع المستوى خلال الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، نظمت المملكة العربية السعودية ندوة بعنوان "التحديات و الإنجازات في تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية للنساء ذوات الإعاقة ". تحدث خلالها كل من السيدة دانييلا باز ، مدير شعبة السياسات والتنمية الاجتماعية التابعة DSPD / UNDESA ، والدكتور معاز دريد مدير شعبة التنسيق في هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين و تمكين المرأة (هيئة الأمم المتحدة للمرأة ) والدكتور مازن خياط عضو مجلس الشورى ، والدكتور أحمد سيف عضو مجلس الهيئة العليا للإغاثة ، والسيدة هند الشويعر منسق برنامج الصم و لغة الإشارة في مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة .