يصادف اليوم 12 كانون الأول/ ديسمبر مناسبة اليوم العربي للإعاقة. ويأتي هذا اليوم بعد احتفالنا باليوم العالمي للإعاقة في الثالث من شهر كانون الاول/ ديسمبر الحالي، واليوم العالمي لشرعة حقوق الانسان في العاشر منه. وتأتي كل هذه المناسبات في ظروف قاسية تمر فيها معظم الدول العربية وشعورٍ عام بالقلق على المصير والمستقبل عند كافة الشعوب العربية.
ولا يخفى على أحد ان حجم العنف الذي تعيشه الكثير من الدول والمجتمعات العربية ينتج الألاف من الأشخاص ذوي الاعاقة الذين يعانون من إعاقات مرئية وغير مرئية. كما تأتي هذه المناسبات في وقت تناقش فيه الأمم المتحدة الأهداف التنموية لما بعد العام 2015. وقد اصدر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مسودة تقريره حول هذا الموضوع في الثالث من كانون الاول/ ديسمبر من هذا العام.
بناءً على كل ما سبق، يهم المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة ان توضح ما يلي:
- تدين المنظمة كافة اشكال العنف الذي يعيشه ويعاني منه الكثير من مجتمعاتنا العربية، وتبدي قلقها العميق على واقع الأشخاص ذوي الاعاقة في هذه الدول، وما يمكن ان يتعرضوا له نتيجة العنف والتهجير. وتشجب بشده جميع الأعمال الإجرامية المنتهكة لحقوق الانسان لما سببته وتسببه من ضحايا وأشخاص ذوي اعاقة.
- تبدي المنظمة قلقها الشديد للواقع المعيشي السيئ للاجئين والنازحين من ذوي الاعاقة وتدعو كافة المؤسسات الدولية والإقليمية العاملة في حقل الإغاثة ومساعدة اللاجئين الى ادخال واقع ومصالح الأشخاص ذوي الإعاقة في برامجهم، واعتماد برامج متخصصة للتعاطي مع الحاجات الخاصة بالإعاقة ،على ان يتم ذلك بالتشاور والتشارك مع منظمات الاشخاص ذوي الاعاقة في البلدان المعنية.
- تعبر المنظمة عن قلقها الشديد من التقارير الذي تأتي من فلسطين حول الإنتهاكات التي يتعرض لها الأشخاص ذوي الاعاقة الفلسطينيين من جراء الاحتلال الاسرائيلي. وتناشد منظمات الأمم المتحدة وحقوق الانسان التدخل للدفاع عنهم واتخاذ تدابير واجراءات عملية فورية لحمايتهم ، كما تدعو الى اطلاق سراح كافة السجناء الفلسطينيين من ذوي الاعاقة.
- تبدي المنظمة ارتياحها لموافقة وزراء الشؤون الاجتماعية العرب لطلب المنظمة ادخال الاعاقة كأحد الاهداف الرئيسية للتنمية ما بعد 2015، وذلك في اعلان شرم الشيخ عقب مؤتمرهم الوزاري حول "بلورة الأهداف والغايات لأهداف التنمية العربية ما بعد 2015" والذي عقد في شرم الشيخ من 27 الى 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2014. اذ جاء في الإعلان ضرورة ان تتضمن مقدمة أو ديباجة الأهداف التنموية للألفية لما بعد 2015، الإشارة إلى حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بما يتماشى مع اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، واعتبار الإعاقة من القضايا الرئيسية التي على الاهداف التنموية التعامل معها وتأكيد التزام الدول العربية بهذا الخصوص.
- تدعو المنظمة كافة الدول التي لم توقع او تصدق على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة والبروتوكول الاختياري الملحق بها الى القيام بذلك بأسرع وقت ممكن. كما تدعو كافة الدول العربية الى وضع هذه الإتفاقية موضع التنفيذ، واعادة النظر بكافة القوانين والتوجيهات الوطنية لتنسجم مع بنود الاتفاقية.
- تدعو المنظمة جامعة الدول العربية الى ادخال الإعاقة في كافة برامجها وضمان وجود ممثلين للأشخاص ذوي الاعاقة في كافة الهيئات العاملة ضمن مظلة الجامعة، وخصوصاً تلك المتعلقة بشؤون المرأة والطفل والتنمية والصحة والتربية والعمل. كما تطلب تحويل أبنية الجامعة ومؤسساتها الى مراكز مسهلة للإستعمال من قبل كافة الأشخاص ذوي الاعاقة.
- تبدي المنظمة ارتياحها الى ادخال مصالح الأشخاص ذوي الاعاقة في مسودة بيان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وخصوصاً فيما يتعلق بمحاربة الفقر والتهميش وفي ان تكون الأهداف دامجة لكل الفئات ومصالحها، الا انها في نفس الوقت تأسف الى ان التقرير لم يشر الى بعض المصالح الرئيسية للأشخاص ذوي الإعاقة،وخصوصاً فيما يتعلق بالحق في التعلم ومشاركة منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة في اعمال منظمات الأمم المتحدة كجزء رئيسي من مكونات المجتمع المدني.
- تدعو المنظمة كافة الجمعيات الممثلة والعاملة في حقل الاعاقة الى توحيد الجهود على الصعيدين الوطني والإقليمي لمحاربة التهميش والإهمال الحكومي والمجتمعي، الذي يعاني منهما اكثرية الأشخاص ذوي الاعاقة في العالم العربي.